الحجاج يفيضون من عرفات إلى مزدلفة
مضى حجاج المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطينيي الـ48، اليوم الجمعة، يوم عرفة، ملبين، مكبرين، متضرعين حامدين، شاكرين لله- تعالى- بأن مَن عليهم بأن وقفوا على صعيد عرفات الذي يمثل الركن الأعظم في أداء فريضة الحج.
ومنذ ساعات فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، استيقظ ضيوف الرحمن، وتوافدوا على صعيد عرفات مبتهلين لله- تعالى- بالدعاء والذكر إلى الله- عز وجل- بأن يتقبل منهم حجهم ويجعله حجا مبرورا وسعيا مشكورا وأن يعيدهم كما ولدتهم أمهاتهم من ذنوبهم تائبين، مستغفرين الله من الذنوب والخطايا.
"لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ"، أفضل ما قاله خاتم الأنبياء والمرسلين محمد- عليه الصلاة والسلام-، والنبيين من قبله، هذا ما كان يردده أفواه الحجيج، وتسمع الآذان وتسجله الملائكة، ويخشع من عظمتها الشجر والحجر والإنس والجن، هي ساعات ودقائق ولحظات اصطفى الله- تعالى- من بين خلقه ثلة يرتدون ملابس بيضاء، لا فرق بين غني ولا فقير منهم ولا سائل ولا مسؤول، فالكل سواء يتضرع لله بأن يغفر له.
هدوء وسكينة كأن الطير تقف على رؤوسهم، بهذه الكلمات يمكن أن يوصف حال حجاج بيت الله الحرام من الأردنيين وحجاج فلسطينيي الـ48، وهم يؤدون صلاتي الظهر والعصر بمشعر عرفات في يوم عرفة الذي صادف اليوم الجمعة، في مشعر عرفات وسط أجواء إيمانية، مكبرين بصوت واحد "لبيك اللهم لبيك"، ويؤمهم وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، رئيس بعثات الحج الدكتور محمد الخلايلة الذي قال "إن الله اصطفى من أمة المليار ونصف المليار عددا قليلا منهم لتأدية فريضة الحج لهذا الموسم بعد انقطاع دام عامين بسبب تداعيات جائحة كورونا".
وأضاف الخلايلة أن ليوم عرفة مكانة عظيمة عند الله- تعالى-، إذ قال- عليه الصلاة والسلام-: "الحج عرفة"، فمن أدرك يوم عرفة أدرك الحج فهو الركن الأساسي من أركان الحج، داعيا الحجيج لاستغلال كل لحظة ودقيقة من هذا اليوم العظيم بالدعاء بالخير والبركة والرحمة والمغفرة.
ومع مرور الساعة تلو الساعة وصولا للحظة حاسمة، ذرفت عيون الحجاج دموع فرح بأداء الفريضة، وحزنا لمغادرة المكان وبركته مع أذان المغرب في لحظة نفرة عرفة سبقها توقف عن اللغو في الكلام والهروب لله- تعالى- طمعا بالمغفرة والرحمة وبركة الأبناء والبنات والسداد، والتوفيق والشفاء، لكل مريض، والرحمة لكل حي وميت.
حيث يفيض الحجاج باتجاه مزدلفة ليؤدوا صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، يجمعون منها الحصى استعدادا بعد ذلك لرمي الجمرات في منى، ويواصلون أداء الفريضة. (بترا)